الأحد، 4 أكتوبر 2020

حين يكون الشابُّ قدوةً صالحةً

 بسم الله


 محمَّد بن أحمد المقبل رحمك الله 

 و جعلك في زمرة 《{ وحسن أولئك رفيقا }》





رحل عنِّي فجأة وبدون إشارة ، ولم أعلم مع أنَّه بجوارنا إلا حين أُخبرت 

أنّهم واروا جسده الطيب تحت الثرى

الله المستعان وإنّا لله وإنّا إليه راجعون

 فجلست أتأمل ليلتها حتى نمت في مكاني

والحزن الفطريُّ خالط جدران جناني

حتَّى أنَّي استيقظت قبل الأذان بوقت كبير ظنّا أن وقت الأذان قد حان

توضأت وخرجت مسرعا 

ما سمعت الأذان ما سمعت .. 

تبيَّن لي مع هدوء الليل أنِّي متوهِّم فتراجعت كما أنَّي توجعت


لحظةً من فضلك

بالنسبة لي قد يكون رقم ١٢ سنة كبير

لما حواه الرقم من تأمل الصَّلاح و الحرص و التَّأثير

ولكن رقم ١٨ مع الملازمة بلا شكٍّ هو الأكبر

..................................

وانتقل المشهد فجرا

نامت أعين عن صلاة الفجر بدون عذر 

وذلك الجسد الذي أتعبه الهمُّ وانسكبت منه تلك الدَّمعات ممَّا يَهدُّ الجسد 

ويدعوه غالبا للنَّوم وربّما حينها يعذر

تراه شاهدا معنا ومع بقية أبنائه صلاة ليست هي محلّاً لشهود المتخاذلين

ولست هنا في مقام تزكية ولا تذكية

مجرَّدُ تأمل


فلا أعجب إذا حين كنت أرى محمداً رحمه الله بين صفوف المصلين منذ طفولته رحمه الله رحمة الأبرار

كان أحيانا يغالبه النَّومُ

 وأحيانا هو يغالب النَّومَ

همم وربي عالية 💖


يا ربّ رحمتك بنا


وقفت وتاهت أحرفي .. ماذا أقول أيْ إخوتي

رأيت الدَّمع يتحدَّث

وحين يتحدَّث الدَّمعُ من أهل الفجر

فاعلم أن ذاك الشَّخصُ عزيز القدر

تأملت تلك الدموع الحارّة

ليست هي صادرة فقط من أبيه

بل حتى من أقل محبيه

ولكن ..

كانت هي من الأصل أصدق

كانت تخرج منهم أحرّ و أدقّ

كانت هي فعلا اللحظات المؤثِّرة

كانت درسا لي من الدُّروس المعبِّرة

صحيح أنِّي كغيري تأثرت وغدت نفسي منكسرة

ولكن ليست النائحة الثكلى كالمستأجرة

مثلٌ يُجسِّد واقع الألم ، و يُرجِع في المحبرة القلم

ليقول



أحسن الله عزاءهم وعزاءنا

وجمعنا بك يا محمَّد عند ربِّنا

إنّه أكرم الأكرمين

اللَّهم أحلَّ عليه مغفرتك ورضوانك واجعله عندك راضيا مرضيَّا

وأنله شرف الشَّفاعة و اجعله لوالديه شفيعا

وأعظم صبرهم وأجرهم

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: " يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة " رواه البخاري.







الخميس، 13 أغسطس 2020

رحمك الله أبا ياسر كنت للقلب آسر

 الجار والمربي عبدالعزيز الغفيلي أبا ياسر -رحمه الله-


هذا ما رأيته ونحن شهود في أرض الله

منذ سكن هذا الرجل بجوار جامع حسن المسحل بالدمام .. كان أصلا من أصوله .. لا تكاد تفوته الصلاة على مدى الأيام ، وكل من رآه أحبه وأبدى قبوله ، ليس بينه وبين أحد عداوة وملام بل الكل يبادله المحبة والاحترام

* علامات الصالحين هي مظهره و منطقه وفعله .

* كان دائما يشرك المسلمين ومن أوصاه في دعائه ويوصيني بذلك
وعن العاصي والمقصر كان يقول : 

هو مبتلى ندعو له و ندعو أن الله يعافينا مما ابتلاه به فهو أحق بالدعاء من المرضى ولا تحرم نفسك كل ما رأيت أحدهم تدعو له و إن استطعت فانصح وإن لم تستطع فدعاؤك نصيحة .

* كان دائما مبتسما يلاطف الصغير قبل الكبير ويصادق العمال قبل رجال الأعمال ولا ينكر هذا أحد من الجيران والإخوان .

بل كان بعضهم ربما يعيب عليه إحسانه إلى بعضهم وكأنه يشير إليه " لا ينبغي التساهل مع العمال بل العمل والعمل فقط هو التعامل معهم !! "


* لم يشتكِ يوما في أمر من أمور المسجد كتكييف أو انتظار أو مقدار صلاة الامام ولاشيء من ذلك ، وإذا لم يسأله الإمام والمؤذن فإنه لا يدلي برأيه في تلك الأمور ، بل كنت أراه أحيانا يرتدي معطفا في الصيف وكأنه يقول إذا بردت فلن أجادل ومعي الحل الميسور .

* كان يحب استماع كل ما يفيد في المسجد وخارجه .

* كان إذا رآني ربما مهموما يردد ، أكثر الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإنها شفاء .

* كان يعلق قلوب المرضى بالله و يوصي المريض ألا يُهمل جانب القرآن في العلاج .

* كان يقول عن مَرضِ السُّكَّر الذي فيه .. هذا داءٌ عالمي لكنّه للمسلم دواء يطهره من الذنوب

* فقد البصر تدريجيا بشكل متسارع و لاحظ الجميع حرصه على الصلاة مع ذلك وهذا لأنّ قلبه معلق بالمساجد قبل ذلك .. بل خرج فجرا لوحده معرضا نفسه للخطر بداية الضَّعف الشديد .

يقول لا أستطيع أسمع مناد الله وأصلي في البيت



ولمّا عجز تماما عن الرؤية ونُهي عن ذلك

أصبح يخرج عند الباب و ينادي السائق ، وإن أحسَّ أحدا يمشي ناده ليقوده للمسجد .

قال لي .. الحمد لله أنا فرحان فالنبي صلى الله عليه وسلم بشرنا في الحديث ( يقولُ: إنَّ اللَّه عز وجل قَالَ:"إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبدِي بحبيبتَيْهِ فَصبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجنَّةَ يُريدُ عينيْه، رواه البخاريُّ. )


* ثم ابتلي بعد ذلك بفشل كلوي .. هدَّ أركانه وما هدَّ لسانه .

كثيرا ما تسمعه يردد ( إذا أحبَّ الله عبدا ابتلاه )

* وهذا الحديث مرات سمعته يردده عَليَّ قبل مرضه وبعده ، يقول النبي ﷺ: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل . )

* فلما أصيب بالعمى
قال لي
.. نبذل الأسباب للعلاج وإذا ما قدر الله لنا فالحمد لله
في الحديث (يَوَدُّ أَهلُ العَافِيَةِ يَومَ القِيَامَةِ حِينَ يُعطَى أَهلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَو أَنَّ جُلُودَهُم كَانَت قُرِّضَت فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ) هذه نعمة كبيرة

* زرته مرتين أو ثلاث مع بعض من يحبهم في بيته بعد تعبه الأخير فكان يتهلل بشرا بقدوم الأحبة ويرحب و يسأل عن الأحوال ، فإذا سألته عن حاله يردد الحمد لله انا بخير و في نعمة الحمد لله

رحمك الله يا أبا ياسر وجعلك من أهل الفردوس الأعلى
كنت قدوة حسنة





الجمعة، 9 يونيو 2017

يزيد بودي أن اكتب فيك المزيد

بسم الله الرحمن الرحيم





بطلُ مقالتي        

ًهو ذلك الشاب الذي عرفته طفلا
ًلكنه في نظري بتصرفاته غدى رجلا



 يَزيدُ بن عدنان بن الكرام 
  من مدينة الحسن الدمام 


ولد بإعاقة بسيطة في قدميه
لكنه لم يكن معاقا في وعاءيه
( العقل و القلب )


ونشأ (من فضل الله) بجوار مسجد صوته في أذنيه
ولكأنَّه يستشعر الأذان حين يرفعه داعيه

بأنَّه يناديه هو من غرفته وناديه

حي على الصلاة يا يزيد
حي على الفلاح يا يزيد


والله لازلت أذكرُ تلك الفرحة العامرة التي غمرته

بعد عملية ناجحة أجريت لقدميه
قبيل شهر الصيام والقيام


تلك الفرحة الغامرة
وهو يخطو خطواته الأولى المتثاقلة
ذات اليمين وذات الشمال متمايلة 

وهو في الثامنة او التاسعة من عمره
وحدث عن شوق غمره


غيره دخل المسجد من الخامسة أو السادسة
وهو محروم من حبيبه المسجد أياما بائسة


فحال يزيد حين اقبل على ذلك الموطن الحبيب
مع شهر الخير كحال القائل اللبيب

إلى السماء تجلت نظرتي ورنـت 
*** 
وهللـت دمعتـي شوقـا وإيمانـا

يسبح الله قلبـي خاشعـا جذلا 
*** 
ويملأ الكـون تكبيـرا وسبحانـا


فحدث معي عن شوقه إذا

وهو يرى بيتا من بيوت الله
حداه الشوق إليه  فيا لله

 لا احصي المرات التي سقطها على وجهه 
 ولم تزده إلا اصرار على وجهته 


رضيَّةً نفسه لا تشتكي سأما   
***  
وما على الحب إنْ أخلصت من سأَم


لم يكن وهو نحيل الجسم
صغير العمر


يرضى في بداياته أنْ يصلي إلا خلف الإمام

ويصلي قائما مع عجزه

كم مرة نبينُ له جواز الصلاة جالسا فيرفض

حُرم هذه النعمة سنين 
ويريد ان يعوض أيام الحنين

واستمر على ذلك ثمان سنين
يتشوق للقائه من لا يراه إلا في رمضان
ممن هم ليسوا من أهل حي الريان

هذا وهم مخلوقون فكيف بالخالق سبحانه ما أكرمه

أما أهل جماعة المسجد .. فاعتادوا على يزيد المسدد

فلما رأيته هذه المرة ليس كالعادة
أتى *للتراويح فقط * على عربية بالمساندة



وأنا على يقين أنّه لعذره شرعا وحقيقة
أهله يتحببون إليه أن يصلي بالبيت شفقة




تحركت شجوني لأكتب عن هذا الجبل
ومثله ولله الحمد كثر من بعد ومن قبل


 لكأني بنظرات أمه الحنون ووالده المحزون 

التي منبعها رعاية الأمانة تحوطه وتهتم له

إلا أنّ حرصه على الصلاة                  
وحبه لربِّه الذي جعله يجد لذَّة المناجاة


تجعله يلح ليصلح

وصدق الله حين قال

" يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجال .. "


رجالٌ أثنى الله عليهم

وتشرف أن يكون ذلك الثناء منه سبحانه قرآنا يتلى

ليسوا كذكور أثنى بعضهم على بعض


أتفكر في حال الأصحاء الأقوياء
أتفكر في حال المتعلمين العقلاء


أين هم عن مثل هذه العبادة العظيمة ؟

لذلك قلت

يَزيدُ بودي أن اكتب فيك المزيد


اللهم اشفه وعافه ، وارفع قدره وبارك حياته وثبته على حبه للصلاة وزده من الخير والخيرات
واجز اهله ومن يعينه خير الجزاء واجعل الفردوس مسكنهم في الاخرة يا رحيم يا كريم


بقلم محبكم

 سعيد بن أحمد

أبو المسفرة     1438/9/15  


الجمعة، 27 يناير 2017

هل تبحث عن سعادة في القلب

بسم الله الرحمن الرحيم

قابلت عرضاً ماجد ، من أسرة عريقة الأماجد

والعَرَاقة عندي ليس أساسها القِدَمُ

وإنما القِدَمُ المرتبط بالإسلام و الكرم

فعراقة بلا إسلام كشيء يصعُب أن يقام

فقال كلمة ربما سمعتها من غيره مرارا
وربما قلتها و رفاقي يوم كنا صغارا

لكنها منه ولظرف المكان والزمان
 استوقفتني بقدر الله لأتأملها ثم أدونها


أسعدهم الله كما أسعدونا
أسعدك الله كما أسعدتنا

شكرا يا ماجد أيها الفتى الصالح الساجد





نعم
أولئك الرجال الذين وسموا بالمشرفين لأنشطة في

(مراكز _مدارس _أحياء_مساجد_دور علم)


 ضحوا بشيء عزيز على النفس 

كنت أحبهم يوم أن كنت صغيرا
ولا زلت

ثم عجبت من حالهم يوم أن غدوت كبيرا
وما استغربت


فلما دونت واقتربت 

ممن جرب بنفسه واتخذته صاحبا محببا

علمتُ منهم أنَّ السعادة الغامرة التي يستشعرها المرء 

عندما يسعد الآخرين 
أو يشارك في إسعادهم 
أو تخفيف همومهم 
أو الاهتمام بهم عند انشغال الآخرين عنهم ..

سعادة لا يحس بها إلا من :

* جربها 

* وكانت نفسه محتسبة طاهرة 

* ذات غرض واحد هو وجه الله سبحانه .



اللهم لا تجعلنا من المحرومين 
وألحقنا بركابهم لنحس بما يحسون في الأولى والآخرة يا أكرم الأكرمين

ومن طالت به خبرته بالحياة ومارس هذا الفضل

علم يقينا أن أعلى النّاس فيها قدرا 
هم ثلاثة

أهل العلم في إسعادهم لطلاب العلم

أهل التفريج بالمال في إسعادهم للمحتاجين والمعسرين دونما ضجيج

أهل قضاء الحاجات في تخصيص أوقاتهم لإسعاد غيرهم على مختلف الحالات والأوقات ..

وهذه الأخيرة 

ليست فقط للمصائب و النوائب
بل حتى في التسرية والتسلية


فلا يشترط لإدخال السرور 

أن يكون المستهدف حزينا أو مدينا أو متينا

ولا يشترط 

أن يكون بتكلف بذل المال أو حسن المقال

لا لا  أبدا أبدا

إنما يشترط 

 نية صالحة و شيء متاح 
 يسبب سرورا في حدود المباح 


 ويتطلب أحيانا تضحية بالوقت 
 تحدوها عبارة(ربي للسعادة اشتقت)




حتى تتشجع النفس للبذل والعطاء وترتقي للنقاء

ومن تأمل قول الحق جل في علاه 

" ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة

وعرف سبب النزول أدرك هذا المعنى العظيم وأن السعادة القلبية مطلب النفوس التواقة الأبية

فذلك الصحابي الجليل وأسرته رضوان الله عليهم
آثروا الشبع لضيفهم على شبع بطونهم وصغارهم , وقدموا سرور صاحبهم المسلم على سرور ذواتهم 

 فظفروا بنوع آخر من السرور طالبوه نوادر 
يُضَحُون بسرورٍ لسرورٍ  أعلى وأكبر ..


وعن أنس رضي الله عنه قال ” مَن لَقيَ أخاهُ المُسلِمَ بِما يُحِبّ لِيَسُرَّهُ بِذلك ، سَرّهُ اللّهُ عزّ وجَلّ يومَ القِيامةِ” 
قال الهيثمي والدمياطي و المنذري رحمهم الله إسناده حسن
وضعفه الألباني رحمه الله




وهذا فضل صريح جاء في الصحيح
حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم 
" والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه "


 والعون دائرة واسعة ومنها الإعانة في اسعاد الاخرين 

وأخيرا 

أدعوكم وأدعو نفسي للتأمل في هذا الحديث الإيماني

قال صلى الله عليه وسلم : 

أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً.. )

 إلى قوله صلى الله عليه 

( و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ ، [ و إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ ] ) صححه الألباني .

 شكرا للأساتذة والمشايخ المشرفين المؤثرين والطلاب المباركين المسددين 

دونت في 1438/4/29 هجري

محبكم
أبو المسفرة


الأحد، 16 أكتوبر 2016

خطره محتمل و ربما كلفك حياتك كثمن

بسم الله الرحمن الرحيم

كثرة الرسائل وتواترت الأخبار 

حول هذه الظاهرة بما ينذر بالخطر

فأنفاس (عفوا إن قلت) قضبت بيديها نحبها بقدر الله ، لا زال خبرها يعيد أثرها

بسبب حريق نشب بسببها

 ومقاطع الفيديو من المستشفيات 

 كافية لمن بحث عن دليل الكفايات 


لينادي معي الناصح بصوت واحد

 *يكفي تساهلا يكفي* 

ولا عجب .. فهي كالسرج التي جاء الأمر في الحديث النبوي بإطفائها عند النوم

لذلك جرى التنبيه

ومحدثكم أحس يوما من الأيام بخطره

في ارتفاع شديد لحرارة هذا البلاء 

الذي غزانا دون عناء

وهو في جيبي مرة وفي الشاحن مرات

فقررت حينها أن أكون صادق مع نفسي

وحدثني من أثق به عن مثل هذا وذلك

فانتبهوا ... قدر الامكان يا غالين يا أبناء المسلمين

 فأرواحكم ومن تحبون ليست برخيصه

ولا يساوي هذا البلاء طرفا من أظفاركم وبصيصه





بعد هذه التقدمة

ما المطلوب والخلاصة

👇❤👇

1⃣

اشحنوا الجوال وشاكلته في يقظتكم لا منامكم


2⃣


وبشاحنه الأصلي وكذلك البطارية .. احفظ له ولكم ، وأسرع في الشحن وءأمن


3⃣


وأطفئوا الجوال عند النوم


و والله لن ينقصنا شيء لو أرحنا الجوال من النظر فيه يوما واحداً بسبب تعذر شحنه لأجل النوم

 أظنه والله ملّ منّا 


وينبغي بعض الأيام أنّ نخدع أنفسنا ونقول له مللنا منك


ليس لأجله !! بل لأجل صحتنا 

أخيرا


4⃣

والذي هو معتمد مثلي على منبه الجوال فليضعه على وضع الطيران


ويطير هو في نوم محفوظا بحفظ الرحمن

تحياتي لكم .. و نبهوا أحبتكم 👋



محبكم



أبو المسفرة
1438-1-15 هجري





الأحد، 14 أغسطس 2016

طيف الخيال بموت جدي وسيع البال -رحمه الله -



بسم الله الرحمن الرحيم

 بدايةً ليس قصدي من هذه التدوينة 
 التفاخر أو التباكي 

 إنّما أخذك للعبرة وما يفيدك كعبد زكي 

 وقد جاءت بطلب أحد الأقارب 
 فقلت مستعينا بربّي ربّ الأرباب 

تاريخ عندي لا ينسى
25 - 11 
................................................................................

عام خمسة وعشرين هجرية
وفي حدود اليوم الخامس والعشرين
قبله ببضعة أيام

فارقنا معه جدتي - رحمها الله -

وفي يوم خمسة وعشرين من هذا العام
فارقناه رحمه الله 

"جَدِّي"
ما أشبه تاريخ الليلة بالبارحة




في لحظات سريعة تمر على خيالي
أستذكر بعض مواقفك الطيبة التي تتسنى لي


صحيح أنني من أحفادك ولست من الأبناء
الذين لهم معك كثير الأحداث والأنباء


ولكن لم تخلو حياتي من جميل ذكرياتك
وحلو كلامك وجميل صفاتك
وصادق وصاياك التي هي أجمل أعطياتك

نعم أحبتي هذا "جَدِّي"

رحمه الله


نحسبه والله حسيبه ممن حسنت سيرته
وكان في أعماله ممن طابت وخلصت نيته


عاش محبا للصلح والإصلاح
وكثيرا ما حذر من الفتنة والدروب القباح


لم يحظ بالعلم المنهجي ولكنه كان لنا منهجا في التربية

ومنها على سبيل المثال لا التبليغ
أنني أحببت بسببه الكلام البليغ


فما إن أجلس معه
حتى يسألني علومك ولو لم أغب الا معه


يريد العلم المتسلسل على الطريقة الجنوبيه
التي تخرج بسلاسة بعيدة عن التكلف والرسميه


ومن تربيته أنه كان يأخذنا معه في صغرنا
 لخاصة اصحابه ليحرصنا على كثير من أمرنا

واكرم بهم من صحبة
لا تخرج عند مثلهم إلا مليء الجعبة

لذلك إن بحثت عن خاصة صحبته
ورفاق دربه الذين أعلن و اعلنوا محبته




فستجدهم مثله ..

لم يجمعهم تفوق في العلم أو المناصب
و لا تجارة أو مصالح تقسم بالمقاصب


بل الدين والمحبة في الله

وعلى رأسهم ثلاثة لم أنسهم من كثرة ما تردد عليهم

رجلان منهما 
اشتهرا في المنطقة بالاصلاح والصلاح 

والعلم والحكمة

الشيخ المشهور والواعظ المصلح 

حنش بن حبيب أطال الله عمره وأحسن خاتمته
من رؤوس اهالي بني كنانة تحديدا قرية الغمد



والشيخ المؤذن الصالح 

الجد سويد أطال الله عمره وأحسن خاتمته
من رؤوس اهالي بالخزمر تحديدا قرية مولغ


وأما الثالث 

فكان يسميه رفيق الدرب وصديق الروح

بل كل منهما
يحب الآخر ويعده أفضل من أبنائه

وقد سمعت هذه المقوله من كليهما بأذني
 لم تنقل عن غيري بل مني


وهو الشيخ الصالح المتعلم الحكيم

علي القدادي أطال الله عمره وأحسن خاتمته
من رؤوس اهالي محافظة القرى تحديدا قرية الحكمان

ويسكن منذ زمن مدينة الدمام

وقديما قالوا
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي


جدي رحمه الله الذي جاوز عمره
97 سنة جزما




لم ينشئ بنيه إلا على حب الشيمة و الكرم
والتآلف ، و كبيرهم عند صغيرهم محترم

لم يعلق بنيه بالدنيا وإن كان قد حرصهم على الطموح
لكن بالقدر الذي يكون مستطاعا ومسموح

وكان همه اقامة المحبة والتآلف
ونبذ الفرقة بينهم الذي منشأه التخلف

فليس الأخ الذي خيره يجتاز أخيه
ليستقر في يد معاديه

وليس القريب
الذي يده تطول الغريب
وقريبه 
الذي يرجو ذاك الغريب 
بدلا من القريب

وليس الغريب المحتاج الصادق
مبعدا عن كرمه إن هو لبابه دق
فلمحه محتاجا بذكائه الحاذق


لا ندعي له الكمال فالكمال عزيز
لكنه أُمِّيٌ اجتهد والله المجيز


اختتم طيب مسيرته بالصبر آخر حياته
على مرض أقعده طريح الفراش أغلب لحظاته


وإني لأحتسب عند رب السماء 
أن يكون بسببه من الشهداء


ومع شدة مرضه وقبل وفاته بثلاثة ايام تهل
يصنع صنيعا عجيبا لمن حوله من الاهل


في أحداث متتالية عجيبة

لا أحمل لها في نفسي تأويلا 

إلا التوفيق 
من الذي لم يزل في عليائه عظيما جليلا


يطلب اخراجه من المستشفى ليستقبل الضيوف !!

بين قوسين

( وقد حدثني أخي أن الجد أشار إليه بأمر عجب
 أنه رأى أحد أصحابه الذين قد قضوا نحبهم
لذلك يريد أن يستقبل ضييوف !! )


يطلب من أبنائه في الظهر أمرا فيه تبادل للآراء
هم يقولون له فيه نريد رضى الله ثم رضاك
فيرد بل رضى الله وحده


ثم يزيدهم دهشة وإسعادا في العصر

فيتصدق بمبلغ كبير نسبيا
على من هم على مثل حاله ماديا

ويجعله في بناء بيت من بيوت الله
فما اعظم صنيعه وما احلاه


ثم يزيدهم فيطلب إكرام أهل قريته وأنسابه
فيجمعهم في اليوم التالي على مؤدبة عشاء

ليمتع هو ناظره بوداع أحبابه

ويدخل بعدها في دائرة الاحتضار
دون أن يكون ظاهرا لكل الأنظار

من قبيل المغرب إلى ما بعد العشاء
ليلفظ أنفاسه الأخيرة ويرخى عليه ذلك الغشاء

غشاء نزع الروح الذي سيأتينا
وإن طالت أعمارنا وعلت مبانينا


ناطقا للشهادة
على كف ابن عمي ذو الخبرة والرشادة
جزاه الله عنا الخير والسعادة

وما أحسن نور محياه حين ودعناه
ووالله ما نحب فراق ذلك الوجه ولا كرهناه

وفي ذلك كتبت حينها

ايا صاحب العفو الحفي
ايا ماسحا دمع اليتيم
أيا منفق الأربعين الصفي
أيا جامع الضيف الكريم
ايا من نطقت بصوت خفي
وروح تغرغر وجسم حطيم
شهادة ربي التي يحتفي
بها كل عبد سديد سليم






لكنه أمر الله الذي رضينا به شرعا وقدرا
ولا بد أن يمر بنا ولو عشنا دهرا


اللهم أحسن لي وللقارئين الخاتمة
واجعل مآلنا وعاقبتنا إلى خير


اللهم اغفر للجد عايض بن جمعان
واجعله يا ربّ ممن فاز بأعالي الجنان

اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم ولمن له حق علينا وعليهم

محبكم 

أبو المسفرة
1437-11-11