رأيتهم في ثلاثين يوماً
.. لا خوف على المسلمين إن كان فيهم أمثال هؤلاء ..
اليوم هم صغار وأشبال و غدا ، هم في عزمهم أشد من الجبال
طالب أفرحني و طالب أحزنني و طالب أبكاني و طالب أبهرني و طلب أخجلني
طالب أفرحني وهم كثير ولله الحمد ، لكن هذا شدني لا أعرف اسمه ، رسمه فقط رأيت الموقف مرة واحدة
لما رأيته حريصا على السنة الراتبه فوق حرصه على الفرض ثم إذا بأبيه واقف ينتظره فرأيته ينظر إليه ، فقلت اذهب ابوك ينتظرك ، فرفض الأب مشجعا له أن يؤدي الصلاة جماعة ، قال أتأخر لكن دعه يتعلم الخير فهو خير من تبكيري
ولم أرى ما يميز أباه عادة عند من يعتاد هذا ، بل لو ما رأيته تلك اللحظة ما عرفت أنه أباه
ولو أستطيع تقبيل رأس كل طالب وأب يصنع هذا لفعلت
طالب أحزنني يريد أن يصنع مثله فيوميا أراه ، لكن خاله للأسف ( وكنت أظنه أباه ) يتكلم عليه ويسبه لأجل أمر دنياه ، استحييت من الطالب أن سمعني وقد سمعت ما قال له مرتين فتلطفت معه ولطفت الجو له بعد أن ابتعد خاله وهو يردد واصفا خاله لا أحب خالي هذا فخلقه سيء أحب خالي الطيب وأنا أتأخر متعمدا حتى يمل مني فلا يأتي لأخذي مرة أخرى وأعود مع خالي الطيب
طالب أبكاني بعد أن وقع مني خطأ في قرارة نفسي تجاهه ورأيته ظلما من جهة الشرع والعرف وإن كان بعض من حدثته قال لا خطأ عليك بل يستحق لكذا وكذا ، لكن حين وقع مني ما وقع وقف أمامي ونظراته كلها يقين ليرد هذا الطالب علي بسيفه لا بلسانه ويده في ذاك الموقف بكلمة واحدة قبل أن ينصرف منكسرا " الحمد لله على كل حال " فملأت صورته ذهني وأصابني الهم ثلاثة أيام فصلتني عن رأيته (نهاية الأسبوع) لا أرى إلا هو في صلاتي ودعائي ونومي وأنا المنكسر لأبحث عنه عند عودتي لأقبل رأسه أمام الطلاب معتذرا ، حقا لقد أدبتني أعظم تأديب
طالب أبهرني تبارك الله وبارك له ، جمع الله له بين الأدب والأخلاق والتميز والروح المرحة قيادي يحبه كل من حوله وأعطي فوق هذا شيئا من الحكمة والله يؤتيها من يشاء ، كم مرة لمستها منه وآخرها ما حدثني عنه معلم صفه أ.سعيد فيقول أوكلت له مهمة ثم جاءني اليوم التالي وقال " أنا أتنازل بهذه المهمة لفلان لأنه أفضل مني في هذا المكان وأرجوك أن تعذرني حتى لو يترتب أن أكون خارج المجموعة والمهمة .
حقا الرجل المناسب في المكان المناسب
طالب أخجلني نعم اخجلني من الله ، أخجلني من نفسي وتقصيري
باختصار
يبكي بكاء لفت انتباه من حوله من أفراد مجموعته لأمر واحد فقط
" هذا قرآن يا أستاذ كيف أخطئ في القرآن "
وكنت أظنه يبكي لأمر آخر ذهلت لما علمت أنه من اهتمامات أمثالي وليس من كبير اهتماماته
أبشروا ما زال الاسلام ينبض ويبشر بالخير والمستقبل الحسن
هذا ما رأيت فكيف بما لم أرى وما رآه غير في شتى بقاع الإسلام
اللهم اغفر لي و لجميع قارئي رسالتي اللهم اغفر لآبائنا الأحياء منهم والأموات ، اللهم وللمسلمين أجمع اللهم وأصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل مكان
أبو المسفرة
1436-1-6
ِ