السبت، 27 ديسمبر 2014

رحمك الله يا فرحة الجوف القايد



 الحمد لله رب العالمين ثم الصلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين .. وبعد
لم أكن لأكتب في هذا الموضوع أو عن هذه الحادثة ابتداء ، إلا أنني
صليت في أحد الجوامع فسمعت وأنا خارج عقب الصلاة ، سمعت الإمام ابتدأ
حديثه يتكلم عن ذات الموضوع فقلت أدلي بدلو
في ثلاث نقاط سريعة لعل الله أن ينفع بها الكاتب والقارئ
الخبر أولا ..

تكريم شاب لنجاحه في اجتياز اختبار تميز ينقله مباشرة من 

الأول متوسط إلى الثالث فيختصر عليه سنتين

رحم الله المتوفى ، وجبر مصاب أهله .. اللهم آمين

أقول أحبتي

العين حق - أي أثر الحسد - والقدر حق

ولا يجزم هل أثر العين في موقف معين كان سببا لوقوع القدر
أو لا علاقة لها في ذلك الموقف المعين إنما هو محض القدر
ليس هذا مكان حديثي الآن
وإنما عن ثلاث نقاط



النقطة الأولى



إن من أكبر الخطأ إظهار بعض ما يختص الله به عبده أو أهله مما هو ليس من باب
(وأما بنعمة ربك فحدث)
خاصة إذا لم يرجى من إظهاره فائدة معتبرة
ويكون حينها من باب
( استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود )
والحديث حسنه الألباني وهو ضعيف عند أكثر أهل الحديث
إلا أن معناه صحيح كما قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في جواب عن درجة صحته
" الحديث ليس بصحيح ، لكن قضاء الحوائج بلا شك أنه يختلف ...
( إلى أن قال )
وأحيانا يكون الأفضل أن يخفيها لاسيما مثل زماننا هذا الذي كثر فيه الحساد .. ) "

وليس من التحديث المحمود الإسراف والمباهاة بل هي مفتاح الشر بحلول عقوبة الله
وكم وكم من الموفقين المتفوقين في أمور دينهم ودنياهم 

ساروا في أمورهم

#دون هيصة وبيصة#

لم يسمع بخبرهم أحد وهم يعملون وهم الآن في أعلى المناصب


النقطة الثانية
أرى أن من المجازفة أن يضم طالب في سن معين
مع طلاب آخرين في سن يكون الفرق فيه بينهم ليس يسيرا بل واضحا
في الفكر و التكوينات الجسمية وما يطرأ عليها 
 ولست بحاجة هنا للتفصيل أكثر من ذلك خاصة مع هذا الجيل
المتفتح في زمن التقنية الشبكية المعلوماتية المتسارع .

بل إن هذا كان سبب رفض بعض من حصلت لهم هذه الفرصة

فهذه طالبة أعرف أهلها ، اجتازت الإختبار ورشحت للانتقال من
مرحلة الأول متوسط إلى الثانوي ، ومع محاولة من أهلها إلا أنها رفضت ذلك 
لفارق السن

تبارك الله وبارك لها ، إنها تستحق حقا أن توصف بالموهوبة

ولا أظنه مع الذكور إلا أشد خطرا !!

النقطة الثالثة
على الجميع أن يتقي الله ويراعي أمرين

أولهما :

أن يحافظ في نفسه وأن يحث من يعولهم على المحافظة على الذكر والأذكار

ما يخص منها الصباح وما يخص المساء ، والخروج من المنزل وركوب السيارة
ودخول المنزل والنوم

ثانيهما :

لا يكن أحدنا ممن تشبه بإبليس في صفة ذميمة كان هو السابق لها
ثم نماها بإغوائه وسعى في نشرها بين الخلق ليشابهوه في تلك الصفة
سعيا لمشابهته في المكان والمستقر والعياذ بالله
وهي صفة الحسد
" ولا تحاسدوا "
ويكفي الحاسد قبحا أن صنيعه اعتراض على الله ، وسوء أدب بعدم رضاه بما قسم وقدر

أعاذنا الله وإياكم وحفظ علينا ديننا وأنفسنا وأهلنا وأموالنا وكل شأننا