بسم الله الرحمن الرحيم
بطلُ مقالتي
ًهو ذلك الشاب الذي عرفته طفلا
ًلكنه في نظري بتصرفاته غدى رجلا
يَزيدُ بن عدنان بن الكرام
من مدينة الحسن الدمام
ولد بإعاقة بسيطة في قدميه
لكنه لم يكن معاقا في وعاءيه
( العقل و القلب )
ونشأ (من فضل الله) بجوار مسجد صوته في أذنيه
ولكأنَّه يستشعر الأذان حين يرفعه داعيه
بأنَّه يناديه هو من غرفته وناديه
حي على الصلاة يا يزيد
حي على الفلاح يا يزيد
والله لازلت أذكرُ تلك الفرحة العامرة التي غمرته
بعد عملية ناجحة أجريت لقدميه
قبيل شهر الصيام والقيام
تلك الفرحة الغامرة
وهو يخطو خطواته الأولى المتثاقلة
ذات اليمين وذات الشمال متمايلة
وهو في الثامنة او التاسعة من عمره
وحدث عن شوق غمره
غيره دخل المسجد من الخامسة أو السادسة
وهو محروم من حبيبه المسجد أياما بائسة
فحال يزيد حين اقبل على ذلك الموطن الحبيب
مع شهر الخير كحال القائل اللبيب
إلى السماء تجلت نظرتي ورنـت
***
وهللـت دمعتـي شوقـا وإيمانـا
يسبح الله قلبـي خاشعـا جذلا
***
ويملأ الكـون تكبيـرا وسبحانـا
فحدث معي عن شوقه إذا
وهو يرى بيتا من بيوت الله
حداه الشوق إليه فيا لله
لا احصي المرات التي سقطها على وجهه
ولم تزده إلا اصرار على وجهته
رضيَّةً نفسه لا تشتكي سأما
***
وما على الحب إنْ أخلصت من سأَم
لم يكن وهو نحيل الجسم
صغير العمر
يرضى في بداياته أنْ يصلي إلا خلف الإمام
ويصلي قائما مع عجزه
كم مرة نبينُ له جواز الصلاة جالسا فيرفض
حُرم هذه النعمة سنين
ويريد ان يعوض أيام الحنين
واستمر على ذلك ثمان سنين
يتشوق للقائه من لا يراه إلا في رمضان
ممن هم ليسوا من أهل حي الريان
هذا وهم مخلوقون فكيف بالخالق سبحانه ما أكرمه
أما أهل جماعة المسجد .. فاعتادوا على يزيد المسدد
فلما رأيته هذه المرة ليس كالعادة
أتى *للتراويح فقط * على عربية بالمساندة
وأنا على يقين أنّه لعذره شرعا وحقيقة
أهله يتحببون إليه أن يصلي بالبيت شفقة
تحركت شجوني لأكتب عن هذا الجبل
ومثله ولله الحمد كثر من بعد ومن قبل
ومثله ولله الحمد كثر من بعد ومن قبل
لكأني بنظرات أمه الحنون ووالده المحزون
التي منبعها رعاية الأمانة تحوطه وتهتم له
التي منبعها رعاية الأمانة تحوطه وتهتم له
إلا أنّ حرصه على الصلاة
وحبه لربِّه الذي جعله يجد لذَّة المناجاة
تجعله يلح ليصلح
وصدق الله حين قال
" يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجال .. "
رجالٌ أثنى الله عليهم
وتشرف أن يكون ذلك الثناء منه سبحانه قرآنا يتلى
ليسوا كذكور أثنى بعضهم على بعض
أتفكر في حال الأصحاء الأقوياء
أتفكر في حال المتعلمين العقلاء
أين هم عن مثل هذه العبادة العظيمة ؟
لذلك قلت
يَزيدُ بودي أن اكتب فيك المزيد
اللهم اشفه وعافه ، وارفع قدره وبارك حياته وثبته على حبه للصلاة وزده من الخير والخيرات
واجز اهله ومن يعينه خير الجزاء واجعل الفردوس مسكنهم في الاخرة يا رحيم يا كريم
بقلم محبكم
سعيد بن أحمد
أبو المسفرة 1438/9/15