بسم الله
محمَّد بن أحمد المقبل رحمك الله
و جعلك في زمرة 《{ وحسن أولئك رفيقا }》
رحل عنِّي فجأة وبدون إشارة ، ولم أعلم مع أنَّه بجوارنا إلا حين أُخبرت
أنّهم واروا جسده الطيب تحت الثرى
الله المستعان وإنّا لله وإنّا إليه راجعون
فجلست أتأمل ليلتها حتى نمت في مكاني
والحزن الفطريُّ خالط جدران جناني
حتَّى أنَّي استيقظت قبل الأذان بوقت كبير ظنّا أن وقت الأذان قد حان
توضأت وخرجت مسرعا
ما سمعت الأذان ما سمعت ..
تبيَّن لي مع هدوء الليل أنِّي متوهِّم فتراجعت كما أنَّي توجعت
لحظةً من فضلك
✋
بالنسبة لي قد يكون رقم ١٢ سنة كبير
لما حواه الرقم من تأمل الصَّلاح و الحرص و التَّأثير
ولكن رقم ١٨ مع الملازمة بلا شكٍّ هو الأكبر
..................................
وانتقل المشهد فجرا
نامت أعين عن صلاة الفجر بدون عذر
وذلك الجسد الذي أتعبه الهمُّ وانسكبت منه تلك الدَّمعات ممَّا يَهدُّ الجسد
ويدعوه غالبا للنَّوم وربّما حينها يعذر
تراه شاهدا معنا ومع بقية أبنائه صلاة ليست هي محلّاً لشهود المتخاذلين
ولست هنا في مقام تزكية ولا تذكية
مجرَّدُ تأمل
فلا أعجب إذا حين كنت أرى محمداً رحمه الله بين صفوف المصلين منذ طفولته رحمه الله رحمة الأبرار
كان أحيانا يغالبه النَّومُ
وأحيانا هو يغالب النَّومَ
همم وربي عالية 💖
يا ربّ رحمتك بنا
وقفت وتاهت أحرفي .. ماذا أقول أيْ إخوتي
رأيت الدَّمع يتحدَّث
وحين يتحدَّث الدَّمعُ من أهل الفجر
فاعلم أن ذاك الشَّخصُ عزيز القدر
تأملت تلك الدموع الحارّة
ليست هي صادرة فقط من أبيه
بل حتى من أقل محبيه
ولكن ..
كانت هي من الأصل أصدق
كانت تخرج منهم أحرّ و أدقّ
كانت هي فعلا اللحظات المؤثِّرة
كانت درسا لي من الدُّروس المعبِّرة
صحيح أنِّي كغيري تأثرت وغدت نفسي منكسرة
ولكن ليست النائحة الثكلى كالمستأجرة
مثلٌ يُجسِّد واقع الألم ، و يُرجِع في المحبرة القلم
ليقول
أحسن الله عزاءهم وعزاءنا
وجمعنا بك يا محمَّد عند ربِّنا
إنّه أكرم الأكرمين
اللَّهم أحلَّ عليه مغفرتك ورضوانك واجعله عندك راضيا مرضيَّا
وأنله شرف الشَّفاعة و اجعله لوالديه شفيعا
وأعظم صبرهم وأجرهم
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: " يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة " رواه البخاري.