تمر الأيام وتطوى الأوقات سريعا ، وفي كل يوم تسمع خبر وفاة ..
لكنّك تشدُّ شداً وتقف متفكراً حين تسمع خبر وفاة رجل تضج الأسماع طربا من ذكر اسمه فرحا برؤية أمثاله وحزناً على فراقه وفراق أعماله وأفضاله التي تفضل الله بها عليه ..
وهؤلاء ربما لم تسمع بهم قبل ذلك الوقت
إلا أنها كرامة الله للمتوفى بما وفى الله من بذل وعطاء
ولست في سبيل تعدادهم فقد يشقُّ
إلا أنّ خبر وفاة الشيخ المربي صالح السواط أبا أنس أسكنه الله الفردوس بالأمس كان أحدها
أمر يجعلك تُبحرُ في الخيال لتقول ليتني أكون مثل هؤلاء
أكتب كلماتي هذه المبعثرة وأنا أنقل ما شاهدت مع أهل الفضل مرارا ورأيته في شهود جنازة أبا أنس رحمه الله
تجمع الناس والأفاضل شيء عجيب وتزاحمهم فلولا الحرج الشرعي والحياء لأثبت هذا الموقف المهيب تصويرا
وقفت بعيدا ووقف معي جمع من الزحام وفضلت المشي على محاولة الوصول بالسيارة
رأيت المقبرة ازدحمت بـقضاة ومشائخ وأئمة مساجد ومؤذنين وطلاب علم ومعلمين وطلاب مدارس ، صغارا وكبارا وأهل طاعة وعوام محبين للخير
سمعت الثناء عليه من نبرات أصوات عدة وأنا أتنقل بينهم وسمعت أحدهم يقول استودعك الله أبا أنس حين أهالوا عليه التراب مغطين
وآخريقول له ذرية حفظة لكتاب الله
لطالما صلى هذا الشيخ المربي بجانبي في جامعنا فما يشدك إليه شيء من تواضعه إلا أني كنت ألاحظ لسانه لا يقف ذاكراً لله
لا أعرف الشيخ صالح معرفة شخصية فلم يكن يبرز وقد عرفت نفسي عفى الله عني مقصراً في التواصل والبحث عن أهل الفضل
ومع ذلك فقد عُرفَ بين الأفاضل من أهل المناصب الدينية فعرف وإن لم يرغب أن يعرف
لذلك اعتذر عن التقصير في الحصول على شيء من خبراته رحمه الله
ولعل أحداً يقرأ رسالتي هذه فيحدثنا عن هذا المربي الفاضل شيئاً ينتفعُ الناسُ به ومنه ليبقى حبلا من الحبال التي كان يسعى لها ممدودا يسترشد به جَمعٌ
توفي أخٌ لجارٍ لنا الشهر الماضي فأتى محتسبا معزِّيا وما علم أنه قد كتب في اللوح المحفوظ أنه يجلسُ مودِّعا معزَّيا
لمثل هذا فلنعمل ولمثله نجتهد لا بحثا عن السمعة ولكن بحثا عن رضى الكريم الذي تكفل هو للمخلصين بمحبة الناس لهم وعلو شأنهم وذكرهم
هذه هي الحياة الحقيقية لا حياة الدنيا ومصالحها التي ينساك أهلها بمجرد موتك
فرحمك الله يا أبا أنس
اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وجعل آخرته خير له من دنياه يا أرحم الراحمين
ولمن أراد متابعة بعض كتاباته
حسابه في تويتر salmdalswat@
كتبه أخوكم أبو المسفرة 12/1/1434 هجري
لكنّك تشدُّ شداً وتقف متفكراً حين تسمع خبر وفاة رجل تضج الأسماع طربا من ذكر اسمه فرحا برؤية أمثاله وحزناً على فراقه وفراق أعماله وأفضاله التي تفضل الله بها عليه ..
وهؤلاء ربما لم تسمع بهم قبل ذلك الوقت
إلا أنها كرامة الله للمتوفى بما وفى الله من بذل وعطاء
ولست في سبيل تعدادهم فقد يشقُّ
إلا أنّ خبر وفاة الشيخ المربي صالح السواط أبا أنس أسكنه الله الفردوس بالأمس كان أحدها
أمر يجعلك تُبحرُ في الخيال لتقول ليتني أكون مثل هؤلاء
أكتب كلماتي هذه المبعثرة وأنا أنقل ما شاهدت مع أهل الفضل مرارا ورأيته في شهود جنازة أبا أنس رحمه الله
تجمع الناس والأفاضل شيء عجيب وتزاحمهم فلولا الحرج الشرعي والحياء لأثبت هذا الموقف المهيب تصويرا
وقفت بعيدا ووقف معي جمع من الزحام وفضلت المشي على محاولة الوصول بالسيارة
رأيت المقبرة ازدحمت بـقضاة ومشائخ وأئمة مساجد ومؤذنين وطلاب علم ومعلمين وطلاب مدارس ، صغارا وكبارا وأهل طاعة وعوام محبين للخير
سمعت الثناء عليه من نبرات أصوات عدة وأنا أتنقل بينهم وسمعت أحدهم يقول استودعك الله أبا أنس حين أهالوا عليه التراب مغطين
وآخريقول له ذرية حفظة لكتاب الله
لطالما صلى هذا الشيخ المربي بجانبي في جامعنا فما يشدك إليه شيء من تواضعه إلا أني كنت ألاحظ لسانه لا يقف ذاكراً لله
لا أعرف الشيخ صالح معرفة شخصية فلم يكن يبرز وقد عرفت نفسي عفى الله عني مقصراً في التواصل والبحث عن أهل الفضل
ومع ذلك فقد عُرفَ بين الأفاضل من أهل المناصب الدينية فعرف وإن لم يرغب أن يعرف
لذلك اعتذر عن التقصير في الحصول على شيء من خبراته رحمه الله
ولعل أحداً يقرأ رسالتي هذه فيحدثنا عن هذا المربي الفاضل شيئاً ينتفعُ الناسُ به ومنه ليبقى حبلا من الحبال التي كان يسعى لها ممدودا يسترشد به جَمعٌ
توفي أخٌ لجارٍ لنا الشهر الماضي فأتى محتسبا معزِّيا وما علم أنه قد كتب في اللوح المحفوظ أنه يجلسُ مودِّعا معزَّيا
لمثل هذا فلنعمل ولمثله نجتهد لا بحثا عن السمعة ولكن بحثا عن رضى الكريم الذي تكفل هو للمخلصين بمحبة الناس لهم وعلو شأنهم وذكرهم
هذه هي الحياة الحقيقية لا حياة الدنيا ومصالحها التي ينساك أهلها بمجرد موتك
فرحمك الله يا أبا أنس
اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وجعل آخرته خير له من دنياه يا أرحم الراحمين
ولمن أراد متابعة بعض كتاباته
حسابه في تويتر salmdalswat@
كتبه أخوكم أبو المسفرة 12/1/1434 هجري