الجمعة، 27 يناير 2017

هل تبحث عن سعادة في القلب

بسم الله الرحمن الرحيم

قابلت عرضاً ماجد ، من أسرة عريقة الأماجد

والعَرَاقة عندي ليس أساسها القِدَمُ

وإنما القِدَمُ المرتبط بالإسلام و الكرم

فعراقة بلا إسلام كشيء يصعُب أن يقام

فقال كلمة ربما سمعتها من غيره مرارا
وربما قلتها و رفاقي يوم كنا صغارا

لكنها منه ولظرف المكان والزمان
 استوقفتني بقدر الله لأتأملها ثم أدونها


أسعدهم الله كما أسعدونا
أسعدك الله كما أسعدتنا

شكرا يا ماجد أيها الفتى الصالح الساجد





نعم
أولئك الرجال الذين وسموا بالمشرفين لأنشطة في

(مراكز _مدارس _أحياء_مساجد_دور علم)


 ضحوا بشيء عزيز على النفس 

كنت أحبهم يوم أن كنت صغيرا
ولا زلت

ثم عجبت من حالهم يوم أن غدوت كبيرا
وما استغربت


فلما دونت واقتربت 

ممن جرب بنفسه واتخذته صاحبا محببا

علمتُ منهم أنَّ السعادة الغامرة التي يستشعرها المرء 

عندما يسعد الآخرين 
أو يشارك في إسعادهم 
أو تخفيف همومهم 
أو الاهتمام بهم عند انشغال الآخرين عنهم ..

سعادة لا يحس بها إلا من :

* جربها 

* وكانت نفسه محتسبة طاهرة 

* ذات غرض واحد هو وجه الله سبحانه .



اللهم لا تجعلنا من المحرومين 
وألحقنا بركابهم لنحس بما يحسون في الأولى والآخرة يا أكرم الأكرمين

ومن طالت به خبرته بالحياة ومارس هذا الفضل

علم يقينا أن أعلى النّاس فيها قدرا 
هم ثلاثة

أهل العلم في إسعادهم لطلاب العلم

أهل التفريج بالمال في إسعادهم للمحتاجين والمعسرين دونما ضجيج

أهل قضاء الحاجات في تخصيص أوقاتهم لإسعاد غيرهم على مختلف الحالات والأوقات ..

وهذه الأخيرة 

ليست فقط للمصائب و النوائب
بل حتى في التسرية والتسلية


فلا يشترط لإدخال السرور 

أن يكون المستهدف حزينا أو مدينا أو متينا

ولا يشترط 

أن يكون بتكلف بذل المال أو حسن المقال

لا لا  أبدا أبدا

إنما يشترط 

 نية صالحة و شيء متاح 
 يسبب سرورا في حدود المباح 


 ويتطلب أحيانا تضحية بالوقت 
 تحدوها عبارة(ربي للسعادة اشتقت)




حتى تتشجع النفس للبذل والعطاء وترتقي للنقاء

ومن تأمل قول الحق جل في علاه 

" ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة

وعرف سبب النزول أدرك هذا المعنى العظيم وأن السعادة القلبية مطلب النفوس التواقة الأبية

فذلك الصحابي الجليل وأسرته رضوان الله عليهم
آثروا الشبع لضيفهم على شبع بطونهم وصغارهم , وقدموا سرور صاحبهم المسلم على سرور ذواتهم 

 فظفروا بنوع آخر من السرور طالبوه نوادر 
يُضَحُون بسرورٍ لسرورٍ  أعلى وأكبر ..


وعن أنس رضي الله عنه قال ” مَن لَقيَ أخاهُ المُسلِمَ بِما يُحِبّ لِيَسُرَّهُ بِذلك ، سَرّهُ اللّهُ عزّ وجَلّ يومَ القِيامةِ” 
قال الهيثمي والدمياطي و المنذري رحمهم الله إسناده حسن
وضعفه الألباني رحمه الله




وهذا فضل صريح جاء في الصحيح
حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم 
" والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه "


 والعون دائرة واسعة ومنها الإعانة في اسعاد الاخرين 

وأخيرا 

أدعوكم وأدعو نفسي للتأمل في هذا الحديث الإيماني

قال صلى الله عليه وسلم : 

أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً.. )

 إلى قوله صلى الله عليه 

( و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ ، [ و إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ ] ) صححه الألباني .

 شكرا للأساتذة والمشايخ المشرفين المؤثرين والطلاب المباركين المسددين 

دونت في 1438/4/29 هجري

محبكم
أبو المسفرة